نفتح المنتدى والايميلات ما نشوف الناس تتكلم الا عن سيرة "مهند"... كما لو كان ظاهرة مهمة ستنهض بنا وتحل مشاكلنا... بصراحة... المسألة زادت عن حدها... الاهم من هذا صار فيه تطاول على بنات الخليج من البعض... فصارت الاقلام تتجرأ بشكل فج وتصورنا عاشقات والهات لهذا النكرة... و ربما شجع سكوت الاغلبية وترفعهن عن خوض مثل هذه التفاهات وثرثرة الاقلية من المراهقات -عمرا او عقلا -التي أعطت انطباعا خاطئا للمتفرج....
الخليجيات لسن على هذا القدر من السطحية كما يتصور البعض.... قد تكون لنا مطالب عاطفية لم يتوصل لها رجالنا بعد... لكننا لا نمارس دور المراهقة الا مع ازواجنا فقط... و عندنا الكثير من الروادع التي تمنعنا عن البحلقة باعجاب بشخص رخيص القدر مثله ....
بنات الخليج أغلبهن عفيفات... نتاج تربية الامهات النجيبات التي نورت صلوات الليل وجناتهن... ولازلنا نحمل القيم والفضائل التي زرعنها فينا.... لم تمحها القنوات الفضائية... ولم يدنسها مهند او غيره....
الخليجيات فيهن الباحثة والعالمة.... ومن تكون محاطة بمائة مهند دون أن تهتز فيها شعرة أو رغبة للنظر بناحيته ... علاوة عن التفكير فيه... ليس "مهند" القضية الكبرى لبنات الخليج... فالخليجية سواء كانت بنت ام زوجة ام مطلقة فهي ذات رسالة حياتية تؤديها ولها هموم وتطلعات اكبر من حجم هذا الصعلوك.... الذي بحجة الرومانسية قلبه يتسع لعدد كبير من البنات...
نعم الخليجية تتوق للرومانسية بل غالبا تعشقها ولكن رومانسية من نوع مختلف.... تريد المودة والرحمة والحنان الذي كان نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) يتعامل به مع امهات المؤمنين.... ولسنا بحاجة لمن يدبلج مسلسلا فاشلا بشكل ركيك من لغة أخرى لأجل ان نتعلم ماهي احتياجاتنا العاطفية.... فنحن نعلم من ميراثنا النبوي المطهر أن "الكلام والقبلة" هما رسولا الرجل الى قلب المرأة...
مسكينة هي الخليجية .... هل تعلمون مطالبها التي طالما كررتها على الرجل؟ تريد الامان... تريد رجلا ينظر لها كانسانة ذات كيان يحترمه قبل ان تكون انثى ذات جسد يجذبه...
ينصت اليها اذا كان لديها مكنونات تود ايصالها له .... تتمنى أن يتخلى عن انانيته التي زرعها فيه المجتمع ليبادلها العطاء بسخاء...
تحلم باليوم الذي يشكر لها تعبها ومجهودها لأجله بدلا من اعتباره أمرا بديهيا لا يستحق الالتفات ... يقدر خوفها عليه ودعائها له... يتألم اذا تألمت.. لا يكسر خاطرها بحجة الرجولة المتضخمة والخشونة الزائدة...
و أكبر أمنياتها من الحياة رجل بمعنى الكلمة يحميها ويرحم ضعفها.. لا يهم أن يكون غنيا أو فقيرا... المهم أن يقدم لها حبا صادقا لا يضم معه غدرا ولا خيانة.... يصون العشرة ويخلص لها في حضورها وغيابها.... يتوجها في مملكتها حتى لو كانت مسكنا متواضعا ... يحمي لها الظعينة .. لا يخذلها.... يدعمها برجولته في المواقف.... يتقبلها بنقائصها كما هي تعشقه بعيوبه... يراها اجمل نساء الكون في عينيه لا يقارنها بالرخيصات والمبتذلات...
هي لا تتطلع لرذائل مهند ولا تريد رجلا بدوافع الغرائز الحيوانية يتحسس مواضع الاثارة فيها امام الجميع دون ان تهتز فيه غيرة على محبوبته التي يراها الجميع في هذا الوضع... وشتان ما بين ذلك وبين علاقة شرعية يفيض فيها الحنان المتبادل والغيرة المحمودة....
أريد الرومانسية ذاتها التي رأيتها في تعامل والدي الحنون مع والدتي الحبيبة.... قد نكون كارهين لقسوة بعض الرجال لدينا.... لكننا ايضا نعلم أن رجالنا بجفافهم وعلاتهم افضل بالرجولة والشهامة التي يفتقدها هذا التافه .... ورجل خليجي واحد عفيف بتراب أقدامه يعطر
الف مهند...
للأمانة... لم أشاهد أي حلقة من المسلسل ولا أعلم بأي محطة يتم عرضه لأنه أتفه من أن يثير فضولي رغم الضجة من حوله التي جعلتني كل يوم أقول رحمك الله يا أبا الطيب المتنبي لما قلت....
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم...... ياأمة ضحكت من جهلها الأمم
مع أخلص تحياتي....